يبدو أن قصة الحب التي بدأت منذ خمس سنوات بين نادي برشلونة الإسباني من جهة والنجم البرازيلي رونالدينو ومدربه الهولندي فرانك ريكارد من جهة ثانية في طريقها إلى خاتمة غير سعيدة.
فبعد خمسة أعوام حفلت بانتصارات عديدة منها لقبين للدوري الإسباني "الليغا" ولقب دوري أبطال أوروبا (2006) بعد 14 عاما على اللقب الأول عام 1992، كان لتراجع مستوى رونالدينو وتذبذب نتائج الفريق بقيادة ريكارد في الموسمين الماضيين أثر بالغ على نوعية القرارات التي سيكون بصدد اتخاذها مجلس إدارة النادي الكاتالوني عقب مباراة الفريق أمام شالكه الألماني في الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ومما لا شك فيه أن الخسارة المذلة التي مني بها الفريق أمام ريال بيتيس في الدوري المحلي (2-3) يوم السبت والتي سمحت بتوسيع الفارق بينه وبين ريال مدريد المتصدر إلى 7 نقاط قد أدت إلى نفاد صبر الإدارة خاصة وأنها أتت عقب خروج الفريق من مسابقة كأس الملك المحلية أمام فالنسيا في الأسبوع المنصرم.
وذكرت صحيفة "دياريو سبورت" الإسبانية أن إدارة برشلونة ستتخذ قراراً فورياً بإقالة ريكارد في حال كانت نتيجة المباراة أمام شالكه سلبية وأن رئيس النادي جوان لابورتا سيسمي مدرب الفريق الرديف جوسيب غوارديلا مدرباً مؤقتاً لخلافة ريكارد حتى نهاية الموسم.
من جهة ثانية يبدو أن إدارة برشلونة في وارد نسيان كل ما قدمه رونالدينو (أفضل لاعب في العالم مرتين) للنادي وهو الذي كان يحبس أنفاس المتفرجين بكل السحر الذي كان يؤديه فضلا عن مساهمته البارزة في كل إنجازات النادي منذ قدومه إليه من باريس سان جيرمان الفرنسي عام 2003 مقابل 25 مليون يورو، وقال خوانيو كاستيلو أحد مساعدي رونالدينو في برشلونة: "رونالدينو لم يعد مغرما (ببرشلونة).. لقد انكسر قلبه…"، وذلك في إشارة إلى الطريقة التي يعامله بها النادي الكاتالوني عبر استبعاده عن التشكيلة الأساسية لأسباب منها صحيح ومنها غير منطقي.
وكان رئيس النادي جوان لابورتا قد أطلق تصريحات متضاربة حول رونالدينو في الأسبوع المنصرم، فبعد أن اعتبر أن الفريق أهم من أي لاعب وأن مصلحة الفريق هي ما يبرر خيارات المدرب ريكارد باستبعاد رونالدينو، عاد لابورتا وشدد على أن "الطلاق" غير وارد مع رونالدينو، علما أن "روني" نفسه كان قد أبدى رغبة في البقاء مع برشلونة لسنوات طويلة في شهر كانون الثاني/يناير الماضي.
ويشير أكثر من مصدرمقرب من برشلونة إلى أن رونالدينو بصدد الرحيل عن النادي بنهاية الموسم الحالي وأن وجهته قد تكون ميلان الإيطالي أو تشلسي الإنكليزي.
وقد ساهم قدوم رونالدينو إلى برشلونة بزيادة عدد المشتركين في النادي إلى 130000 ألف مشترك، ومنذ الأزمة الحالية مع الإدارة والتي منعته من المشاركة في العديد من المباريات انخفض معدل الحضور الجماهيري في ملعب نو كامب من 98000 ألف متفرج في المباراة الواحدة إلى 62000، وتشير المحللة الرياضية في القناة الثامنة المحلية كريستينا كوبيرو إلى أن الجمهور منقسم حول رونالدينو فمنهم من يود رحيله لأن في ذلك مصلحة الفريق ومنهم من لا ينسى فضله في كل إنجازات برشلونة الأخيرة ويفضل بقاءه.
وبين هذا وذاك كان لمدير النادي تيكسي بغرشتاين كلمة الفصل حين اعتبر أن الموسم المقبل سيشهد تغييرات كبيرة في الفريق بدءا من الجهاز الفني وانتهاء بالعديد من اللاعبين.